نعم بانخراط الجميع… هناك خارطة للخروج من الازمة بمشيئة الله
منذ بداية وباء الكورونا، صدرت مقالات متعددة تتكهن بأن فيروس الكوفيد و وباءه سيمتدان على الاقل لسنتين او ثلاث إلى أن يتحول فيروس كورونا إلى موسمي كما كان الحال بالنسبة لانفلونزا الاسبانية… و للتذكير فقد استمرت هاته الجائحة من سنة 1918 الى 1920 وخلفت 50 مليون قتيل قبل التحول الفيروس إلى موسمي… و يبدو أن كثيرا من المعطيات حول الكوفيد تتجه نحو هذا السيناريو و أن مقاربة الخروج من الازمة ستكون حتما مبنية على التعايش مع فيروس سارس كوف و جعل مرض الكوفيد غير قاتل أو مميت… و ذلك من خلال تلقيح أكبر نسبة من الساكنة…
و بالفعل هذا ما نراه يحدث في بلدان متعددة… و قد اخترت اليوم كمثال الدانمارك…
سيقول الكثيرون و هادشي في الدنمارك و حنا مالنا …. و لماذا تريد دائما المقارنة مع بلدان الشمال… صحيح … و لكن الحقيقة أن المغرب و خلال هذه الازمة الصحية يوجد في صف دول الشمال و لا نجد أي قرين له في الدول الافريقية مثلا… بل نحن النموذج في القارة و بدون منافسة… و لكني أظن أنه “حنا عزيز علينا لما كانكونو” في ذيل الترتيب و “نبقاو نجلدو و نسلخو فراسنا”… ما علينا… فهذا حديث أخر…
بالفعل… ففي بحر هذا الاسبوع قررت و اعتبرت الدنمارك أن الكوفيد لم يعد “مرضًا خطيرًا” و ذلك بفضل المعدلات القياسية للتطعيم باللقاحات ضد الكوفيد. و أن الحكومة الدانمركية، بدءا من 10 شتنبر، ستتخلى عن الاجراءات التي سنتها في مواجهة جائحة الكوفيد… و نعم… فقد أكدت… الحكومة الدانمركية أن كل هذا بفضل تلقيح و تطعيم 80٪ من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 12 عامًا فما فوق… و المغرب من كل هذا…..
أي خارطة طريق للمغرب؟
و صدق أو لا تصدق… فالمغرب وبائيا و تلقيحيا لا يبتعد من الناحية الزمنية إلا بأسابيع قليلة عن الوضعية الدنماركية و البريطانية كما تبين ذلك المنحنيات طيه… كيف ذلك أ السي إبراهيمي؟ و ماذا يمكن أن نستفيد من هذه المقارنة؟ و هل يمكن أن نتخذ هذه الدول كنموذج من أجل خارطة طريق واضحة للخروج من الازمة بالنسبة للمغرب ؟
نعم … و بالفعل …. فمع توفرنا على كميات كبيرة من اللقاح تسمح بتلقيح كل المغاربة فوق سن 12 سنة… تتغيرمعادلة عملية التلقيح المغربية من البحث عن اللقاح… إلى سباق مع الزمن لتلقيح أكبر عدد ممكن من المغاربة بمقاربة تطوعية و تلقيح متاح لجميع المغاربة ….. و اختيارية تمكن الكبار و الصغار من انتقاء اللقاح الذي “يرتاحون” له… و مجانا… و التطعيم في أي مكان يختارونه بالمغرب… نعم… نعم السي… هادشي في المغرب…
و في رأيي الشخصي… أظن أنه يمكننا اليوم أن نتحدث، شريطة انخراط الجميع في التلقيح، عن جدولة زمنية للخروج من الأزمة عبر مراحل متعددة تقاس بنسبة الملقحين من عموم ساكنة المغرب:
المرحلة الأولى: بوصولنا إلى نسبة 50 في المئة (حوالي 15 شتنر) من المغاربة ستتحسن الوضعية الوبائية إن شاء الله لا سيما أنها ستتزامن بداية نهاية موجة دلتا كما تشير لذلك جميع المؤشرات المرفقة مع التدوينة و التي تحسنت مقارنة مع الأسبوع الفائت…
المرحلة الثانية: مع بداية شهر أكتوبر و الوصول إلى نسبة 60 في المئة من الملقحين ، نكون قد بدأنا في حماية كاملة لمنظومتنا الصحية و لاسيما إذا ما يدأنا إبانها بتلقيح الفئات المسنة و الهشة صحيا بالجرعة الثالثة المعززة…
المرحلة الثالثة: ببلوغ شهر نوفمبر و 70 في المئة من الملقحين نكون قد بدأنا في الخروج التدريجي من الازمة و تخفيف القيود و العودة لحياة شبه طبيعية…
المرحلة الرابعة: مع شهر دجنبر، نتمنى أن يتمكن المغرب إن شاء الله من بدأ تصنيع اللقاحات محليا مما سيعطينا استقلالية صحية و لقاحية… و لم لا… يجعلنا نفكر في استراتجية قارية… لأننا، و كما أردد دائما، لن نخرج من الازمة من دون إفريقيا… يمكن أن ننجح محليا في تدبير الأزمة و لكن الخروج منها نهائيا سيكون كونيا… و بدون إفريقيا .
و هنا يجب أن أكرر… أنه يمكن أن يتحقق كل هذا بمشيئة الله … شريطة… نعم شريطة… و كما فعلنا لحد الان… شريطة الانخراط الجماعي في عملية التلقيح… و شخصيا …. أؤمن علميا و عمليا بالتلقيح كإطار للخروج من الازمة كما أؤمن بذكاء المغاربة و انخراطهم في العملية… و لكني كذلك ضد إجبارية التلقيح…. و أؤمن بالتواصل السلس كوسيلة لإقناع الجميع…. أنا مع حرية الاختيار و لكن ليتحمل كل منا مسؤوليته للخروج من الازمة سريعا و بأقل الخسائر… كلنا راع
بعد سينوفارم ضد أسترازينيكا… سنعيش… مواجهة بين سينوفارم وفايزر…
و أنا اليوم أرى الجميع يتحدث عن تلقيح اليافعين… و إذا بي أعود لنقاشنا في شهر يناير و فبراير حول التلقيح و قصص سينوفارم و أسترازينيكا… إلا أن هذه المرة سيكون فايزر في مواجهة سينوفارم…و للتذكير فاللجن العلمية اعتمدت على المعايير العلمية الدولية للترخيص لهاته اللقاحات للكبار و اليافعين… و لمن يود أن يتأكد من فعالية و نجاعة و أمان سينوفارم و فايزر بالنسبة لليافعين… فسأمدكم ببعض المقالات و المعطيات في تدوينة لاحقة… كإشارة، فاللقاحين استعملا في أكثر من 25 بلد و طعم به ملايين اليافعين… بل أكثر من ذلك… لقحت بسينوفارم ألاف الاطفال في سن ثلاثة فما فوق في كل من الامارات و الصين… أما أصحاب “حتى نرى الله جهرة” الذين ينتظرون الدلائل الما فوق علمية… فصبر جميل…
بغيت نلقح و لكن بشمن لقاح ؟ علاش عطيتوني الاختيار؟ على أي أساس سأختار؟
أختي العزيزة و أخي الغالي … اللجن العلمية لم تترك لك أي خيار علمي في الموضوع…فهي بترخيصها تقر أن كل هذه اللقاحات تستجيب لمعايير السلامة و الفعالية و الجودة…والاختيار المطروح هو لتمكينك من التكيف مع وضعية خاصة لك و يمكنك من أن تختار حسب ظروفك… فكما اختار الكبار بين ثلاث لقاحات في هذه المدة الأخيرة و ذلك حسب ظرفيتهم… فسيكون الأمر بالنسبة لليافعين… فكما اختار الكثيرون من الكبار لقاح جونسون للسفر بسرعة و لأنه معترف به دوليا…. فحتما كثير من ذوي السبعة عشرة ربيعا سيختارون فايزر من أجل الحركية الدولية… و كما اختار كثير من الكبار سينوفارم لأنه لقاح كلاسيكي و يرتاحون له نفسيا فكثير من الأولياء سينتقونه… تصوروا معي لو لم يكن هناك اختيار و فرض لقاح دون أخر على اليافعين… كيما عملت وحلة… مرحبا.
و بالنسبة لابنتي… و كما فعلت شخصيا… و مادام ليس هناك فرق من ناحية المعايير الفرمكولوجية بين اللقاحين… فاللقاح اللي جا باسم الله… و سنكون رهن إشارتكم لجعل اختياركم “مريح نفسيا”… بالصحة و الراحة بمشيئة الله… و مسبقا…
حفظنا الله جميعا…
#عز_الدين_الابراهيمي