إبراهيم غالي: الغالي على إسبانيا ، الرخيص على الجزائر!
سيكون من المحتمل ان تكون المخابرات الجزائرية على دراية بأن المخابرات المغربية ستكشف امر الرحلة الإستشفائية لإبراهيم غالي، لذلك لم يكن ممكنا ترحيله إلى المانيا التي تستقبل رئيس الجزائر لنفس الغرض ، لأن ألمانيا لن تقبل بحكم ما وصلت إليه علاقاتها مع المغرب في الأسابيع الأخيرة من تشنج ، كما لا يمكن نقله إلى إيطاليا مثل سابقه محمد عبد العزيز لأن إيطاليا ليس في مصلحتها معاداة المغرب وهو الذي يقود المصالحة الليبية في حدودها، لذلك أرسلته الجزائر إلى أسبانيا لتضرب عصفورين بحجر واحد:
فمن جهة تأزم العلاقة بين المغرب و إسبانيا بعد تأزم علاقته مع ألمانيا مما يضع المغرب في حصار اوروبي،
ومن جهة ثانية تتخلص من إبراهيم غالي بعد شطحات إعلان الحرب من جهة واحدة والتي لم ير فيها العالم سوى بيانات عسكرية جوفاء تجاوزت المائة في وقت قياسي،
لكن ما لا يعرفه حتى كثير من الجزائريين و الإسبان و الصحراويين من عامة هذه الشعوب، وحتى المغاربة هو أن غالي حسب مصادر متقاربة وقرائن متعددة عبر تاريخه انه عميل مزدوج للمخابرات الإسبانية، واستشفائه عندها رغم انه مطلوب من العدالة يبقى واجبا إتجاه عميل مخابراتها الذي لعب ادوارا عبر التاريخ لصالح الطرح الإسباني
في هذه الفقرات سننقلكم إلى مسار إبراهيم غالي جمعناها من مواقع مختلفة :
كانت انطلاقة إبراهيم غالي لتأسيس البوليساريو سنة 1973 بالزويرات في موريتانيا، لكن قبل ذلك، كان غالي جنديا في الجيش الإسباني برتبة “كابرال”، كما كان مترجما للحاكم الإسباني بمدينة السمارة،
مصادرنا التاريخية ، تقول ،بان ابراهيم غالي ،حضر لقاء مع جنرال الصحراء آنذاك ” فيديريك جوميز دي سالازار”رفقة كل من الوالي. و محفوظ علي بيبا و التاقي غالي،يوم 22اكتوبر 1975 ، للتفاهم عن إنهاء المقاومة ، وتأسيس حزب سياسي مناهض للمغرب، و اتفقوا على موعد 29 اكتوبر من نفس السنة، اي بعد اسبوع من اللقاء الاول .من اجل استئناف ” الحوار “، بمفهوم ذلك الوقت.
في اللقاء الثاني لم يحضر ابراهيم غالي فيما حضر رفاقه مع نائب الجنرال ، لانه كان بمنزل الجنرال ” سالازار “يتفق معه سرا على توجه ثاني ،كان يرفضه الوالي و رفاقه.كانشاء دويلة تتمتع بالحكم الذاتي تابعة لإسبانيا .
فتم تخصيص راتب شهري لابراهيم غالي من صندوق المركز الأعلى لمخابرات الدفاع ،الذي كان يؤسسه الجنرال ليصبح اسمه بعد ثمانية اشهر”CSID “،فبقي الرجل وفيا لتوجهه كعميل للمخابرات الاسبانية،يخدم “قضيته “،
لكن غالي اتهم بتسليم السلاح إلى أحد أقربائه المجندين في الجيش الإسباني المفرج عنهم من قبل البوليساريو؛ وهي الذريعة التي أطاحت به من الأمانة العامة سنة 1974، ليتولى ولد البوهالي إدارة العمل العسكري ضد التواجد الإسباني.
بعد ذلك بسنوات المخابرات الاسبانية، ستحتضنته كسفير ” 1999،لمدة 10 سنوات.
فغالي سرعان ما بدأ اسمه في البروز أكثر فقد شارك في النضال السياسي الذي كان يقوده محمد بصيري الذي كان قد أسس حزبا في الصحراء سمته إسبانيا آنذاك بالحزب المسلم.
وشارك في مفاوضات مراكش بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، التي أدارها ولي العهد آنذاك، والملك الحالي محمد السادس، كانت فرصة سلام ضائعة، بحكم أنها كانت أول وآخر مرة يجتمع فيها وفد جبهة البوليساريو، مكون من رموزها ممن لهم تمثيل قبلي قوي، ويضم أغلبية من أبناء الساقية الحمراء ووادي الذهب، برئاسة إبراهيم غالي، الذي زكي لمنصب الأمين العام للجبهة في المؤتمر الاستثنائي .
لذلك لا يمكن لاي حكومة اسبانية ان تتعرض لمصالح مخابراتها الممتدة ل 45 سنة،و هي التي اخرجت ” بالفن ” النائب الثاني لرئيس الحكومة الاسبانية ، تحت ذريعة “حكم مدريد ” من طرف اليسار،في انتخابات 4 ماي ، التي كانت محسومة نتائجها لفاءدة ” ايوسو “من الحزب الشعبي ، الذي يفهم جيدا مثل هذه ” الأهداف ” التي لا يصرح بها و لا تقال علانية.
مخاوف إسبانيا اليوم ليست في خروج غالي من عدمه، بل مخاوفها ان تخرج المغرب الى العلن بما يتبث ان غالي عميل إستخباراتي إسباني وهو ما يعني إضعاف سياستها إتجاه المغرب في الملفات المشتركة، و إضعاف إسبانيا إتجاه اوروبا،
لكن الخوف الأكبر هو أن نشر هذه الحقائق سيعري مشروع جبهة البوليساريو وبأنها ليست سوى لعبة من صنيع الإستخبارات الإسبانية، وجنرالات الجزائر بعد أن لمح المغرب لتورط اربع جنرالات دولة مغاربية في دخول غالي إلى اسبانيا بهوية مزورة،
خاصة وان الأمم المتحدة شرعت في توزيع أرضية” الحركة من أجل السلام” التي تعتبر نفسها طرفا في النزاع وان البوليزاريو ليس ولن يكون الممثل الشرعي للصحراويبن،
هكذا تهرب إسبانيا للإختباء خلف دعم الإتحاد الأوروبي مقابل مزاعم مواجهة إسبانيا للتوغل الأمريكي و الإسرائيلي في شمال إفريقيا الذي يهدد مصالح أوروبا كاملة.
الحلقة الأضعف في كل هذا الملف هو رجل إسمه غالي ويبدو رخيصا عند الجزائر وغاليا عند إسبانيا التي تحمي عميلها ومن خلاله جهازها الإستخباراتي الذي يجب أن لا يعلن هزيمته أمام مخابرات المغرب.
غالي كما زور مكان ميلاده من الرحامنة إلى السمارة، هاهو تزور هويته كاملة وهو يستعطف من يفتح له مصحة للإستشفاء تاركا خلفه صحراويين في المخيمات يموتون بكورونا ولسعات العقارب ودرجة الحرارة واوبئة الصحراء،
هل شاهدتم في التاريخ بؤسا كبؤس هذا الرجل وحركته و من إحتضنه؟
كلما تخيلته مستلقيا بمصحة أسبانيا او مهربا خلسة في الظلام إلى جهة مجهولة تذكرت جثة القدافي وهي مجرورة في شوارع ليبيا و محمولة على عربة مجرورة وهو الذي عمل كل ما بوسعه ليزعزع إستقرار المغرب،
هذا المغرب الذي تحميه السماء و “رضات الصالحين” ممن ضحوا بالغالي والنفيس من أجله،
وجاء من الصالحين وزير إسمه بوريطة ليضع أعداء المغرب في أكبر “توريطة”
#سيدي_علي_ماءالعينين