المُشْكَلُ في الشَّعْب
السلطوية مثل البحر إذا لم يجد أمامه حاجز فإنه يغمر المكان بمياهه، وكذلك المَلَكِيّة تحتاج إلى مجتمع واعٍ وحي ومتفاعل ومتشبع بالقيم الديمقراطية والمدنية، وإلا فإنها تتمدد إلى حيث تقدر وتستطيع. المشكل في الشعب وفي المجتمع المغربي، وليس فقط في المؤسسات صغيرها أو كبيرها. لقد درست تاريخ المغرب وتاريخ المخزن وميكانيزمات تحركه، وأعرف مأزق هذا المخزن التاريخي، فإذا تكيف مع العصر سيفقد المبادرة لأنه مركزي وسلطوي بالولادة والنشأة، وإذا هو أمسك بخناق المجتمع فإنه يعيق تطور المجتمع، ومن ثم يتسبب في هشاشة الدولة كلها، لكن أنا في الوقت نفسه، كمثقف أو كمؤرخ، لا بد أن أعتمد النقد المزدوج للمجتمع وللسلطة في آن واحد… أنا أفهم سلوك السياسيين الذين يتملقون الجمهور ويراعون مشاعره، ولا يستطيعون نقده، ويسكتون عن عيوبه، لكن أنا كمفكر لا يهمني رأي الجمهور فيّ وفي ما أكتبه.. يهمني قول الحقيقة. . –
من حوارات المفكر المغربي عبد الله العروي