إذا أردت ان تفهم إسرائيل، فعليك أن تفهم مؤسسة الجيش فيها
إذا أردت ان تفهم إسرائيل، فعليك أن تفهم مؤسسة الجيش فيها. مؤسسة الجيش هي الحاكم الفعلي في إسرائيل، هي think tank، هي الدماغ الذي يخطط، وهي أيضا المخ الذي يصنِّع، ويبتكر، ليس فقط سلاحا، بل أيضا تكنولوجيا، وطب، وعلوم.
هي المكان الذي يجب أن يقضي فيه المواطن الاسرائيلي فترة التجنيد (ثلاث سنوات للذكر، وسنتان للأنثى)، لذلك هي أيضا المكان الذي توظفه إسرائيل لتربح الوقت مع الفئة الشابة وتمنعها من طرح سؤال”لماذا نحن محاطون بجيران يكرهوننا”، وفور ان تنتهي الثلاث سنوات تهدي اسرائيل للمجند امتيازات مثل سفر الى الخارج ليكتشف عالما بعيدا عن ازمات الشرق، او منحة جامعية، او تمويلا لمشروع مثل شركة NSO التي كانت وراء برنامج بيغاسوس، يبيعها الاسرائيلي لحكومة إماراتية فُتنت بتكنولوجيا إسرائيل مثل وزير التكنولوجيا #سلطان_الجابر، ويحاول ان يبتز بها شخصيات استخباراتية في المغرب.
مؤسسة الجيش في إسرائيل هي الدولة، وان كان هذا التعاون العسكري بين جيشنا وجيشهم مهما فمنبع أهميته يأتي من أمرين اثنين:
– أن المغرب يواصل طريقه في التطبيع مع إسرائيل من خلال بوابة التعاون الأمني والعسكري والاستخباراتي والذي كان اساس التعاون بين البلدين منذ الستينات، وليس من بوابة التعاون الديني وما يسمى ب #اتفاقية_أبراهام، وهذه خطوة جيدة
– أن المغرب يسترجع تواصله المباشرة مع إسرائيل بعيدا عن “الوساطة الإماراتية”، ويقطع الطريق على مرتزقة ال lobbying ، ورجال الأعمال، ويبعد نفسه حتى عن وزارة الخارجية الاسرائيلية وخلافات دبلوماسييها، وتنافسهم على “كعكعة المغرب” وبذلك يقوي المغرب علاقته مع مؤسسة الدفاع ذات الميزانية الضخمة بدلا عن وزارة الخارجية الاسرائيلية الفقيرة ماديا وبشريا.
السؤال هنا:”الى اي درجة سيحاول المغرب توظيف هذا التقارب من أجل الانضمام الى تيار يهودي داخل إسرائيل نفسها لمنع سقوط مؤسسة الجيش الاسرانيلي في يد المتطرفين والمتعصبين الصهاينة (يهودا ومسلمين بالمناسبة)، وبالتالي منع استعمال العنف تجاه الفلسطينيين؟ “.
و:”هل سينتبه صناع القرار في هذا البلد الى هذا المدخل كورقة من اجل تقوية موقفهم في الدفاع عن عدالة القضية الفلسطينية، والضغط على إسرائيل الى جانب ورقة “لجنة القدس؟”.
الى ذاك الحين، يبدو أن الصحافة الاسرائيلية بدأت تفهم كيف “تشتغل” الدولة المغربية، إذ سلطت الضوء على كل من السيدين:الوزير المكلف بادارة الدفاع عبد اللطيف لوديي، والجنرال بلخير الفاروق، وأهملت على غير عادتها وزير الخارجية ناصر بوريطة بعد أن كانت تصفه ب:”مفتاح إسرائيل في المغرب”، و”الصديق الكبير لإسرائيل في المغرب”، وهو أسلوب تستعمله إسرائيل حين التخلص من شخص استنزفته، او اكتشفت انه ليس الورقة الرابحة الذي يجب أن تراهن بها للحصول على مكاسب كبيرة بدون مقابل.
هذا التوجه بدا واضحا منذ لقاء لائير لابيد ببوريطة، وعدم قدرة الأخير الوفاء بوعده للأول بافتتاح سفارة بين البلدين بعد شهرين، وقد أصبح الشهران شهورا، فهل ستقوم وزارة الدفاع بإقناع #الملك بافتتاح السفارتين عبر المرور هذه المرة من مؤسسة الدفاع المغربية وليس من وزارة الخارجية؟
أم ان الملك سيظل متشبثا بما جاء في البلاغ الملكي في العاشر من ديسمبر 2020:” لا سفارة قبل العودة الى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين؟”.
إلى حين إيجاد جواب، يظل الابقاء على مكتب اتصال محدود الصلاحيات، والابتعاد عن اتفاقية أبراهام، والابقاء على ما أسمته وزارة بلينكن “الإعلان المشترك” بدل الاتفاق الثلاثي، أفضل ما يفعله المغرب في مقاربته الخاصة بالتطبيع مع #إسرائيل.
#شامة_درشول