العدوانية والمرونة السياسية
العدوانية والمرونة السياسية .
السلوك العدواني يمكن أن يسبب الأذى الجسدي أو العاطفي للآخرين. قد تتراوح العدوانية من الإساءة اللفظية إلى الاعتداء الجسدي، ويمكن أن تنطوي أيضاً على تدمير العلاقات الشخصية.
السلوك العدواني ينتهك الحدود الاجتماعية، ويمكن أن يؤدي إلى تدمير العلاقات مع الآخرين، ويمكن أن يكون واضحاً أو سرياً. ومن الشائع حدوث ثورات عدوانية في ظروف معينة.
عند الانخراط في سلوك عدواني قد يشعر الفرد بالعصبية أو الضيق أو الاندفاع. وقد يجد صعوبة في التحكم بتصرفاته، إذ يختلط عليه أي السلوكيات مناسبة اجتماعياً في ذلك الوقت. وفي حالات أخرى قد يتصرف بعدوانية عن قصد، فعلى سبيل المثال يمكن استخدام السلوك العدواني للحصول على الانتقام أو استفزاز شخص ما. ويمكن للفرد توجيه سلوكه العدواني نحو نفسه. لذلك من المهم فهم أسباب السلوك العدواني الفردي أو الجماعي والذي يعتبر من الحالات النفسية الخطيرة والتي قد تتعلمها وتقلدها الناشئة معتبرة اياها سلوكا عاديا وصادرا من فئة راشدة. كما أن هذا النوع من التعامل سينعكس سلبا على مستقبل الأجيال الصاعدة التي بنت ثمثلاث سلبية بناء على سلوك ومواقف أشخاص راشدين يعتبرونهم قدوة المجتمع.
فالسلوك العدواني مادام يتعلق بالأشخاص كيفما كانت مستوياتهم العمرية، لا ينحصر فقط داخل بيئة محدودة، ولكنه يتعدى الحدود حتى أصبحت دولة تنهج سلوكا عدوانيا اتجاه دولة اخرى تصل درجة علاقتهما إلى درجة علاقة التوأم.
نعم، كل دولة لها سيادتها والحق في تدبير اختياراتها وعلاقاتها، في احترام وتقدير شامل للدولة الأخرى. ولن تتحقق هذه الشروط إذا ما استمرت دولة ما نهج السلوك العدواني وتمريره على جميع المستويات. والخطير في الأمر أن هذا السلوك هو من الحالات النفسية الخطيرة والتي تستوجب تدخل الأخصائيين للحد منه. فلا يعقل أن تكون هناك أياد ممدودة وباب مفتوح لحل جميع المشاكل وإخماد جميع النيران، وفي نفس الوقت تواجه جميع هذه المبادرات الإنسانية بالشك والعدوان.
إن المملكة المغربية،الدولة العريقة، ذات التاريخ العميق والتي لم يستطع الأتراك اقتحامها، ساهمت بشكل كبير في صناعة تاريخ أوروبا ودول من القارة الافريقية وأول من اعترف بأمريكا واستقبلت اليهود على أراضيها احتراما وتقديرا وتقليدا لنهج النبي صلى الله عليه وسلم ، هذه الدولة العظيمة والتي أقرت العديد من الدول بنهضتها وتقدمها وتفوقها في عدة مجالات، لا تحتاج اليوم لشريك يعرقل مسارها التنموي الوطني والإقليمي والقاري، بقدر ما تحتاج إلى دول لها مؤسسات فعلية وتحترم مواطنيها ويدبر شأنها أشخاص أسوياء ويفهمون لغة التآزر والتسامح، ويعرفون معنى استعمال سياسة المرونة ومصلحة الشعوب.
د.خالد أحاجي.
باحث شريك بمختبر التربية والدينامية الاجتماعية بكلية علوم التربية بالرباط.
ملاحظة: هناك فقرة من المقال تهم بعض التعاريف استعملت بتصرف.