رسالة مفتوحة الى الدكتور سعد الدين العثماني رئيس الحكومة
السيد المحترم
رئيس الحكومة الدكتور سعد الدين العثماني
تحية و سلاما ،
أما بعد ،
استمعت بإمعان لردكم يوم الثلاثاء الماضي على الفرق البرلمانية و هي تناقش تصريحكم الحكومي طبقا للمادة 101 من الدستور ، و إذ احييكم على هاته المبادرة و الشجاعة في اختيار التواصل و التفاعل مع انتظارات الشعب المغربي و الطبقات السياسية و الاجتماعية في زمن يكثر فيه التشكيك في كل شيء ، في العمل الحكومي و السياسي و المدني و الاجتماعي و غيره و يكبر فيه التشكيك في كل شيء ،فوجئت ببعض من كلامك و أنت ترد على النواب المحترمين و خصوصا حين أفرزت فقرة خاصة و أنت تصف المدعين بكون الإدارة أوقفت ترقياتهم بالمجانب للصواب و بأن أصحابه قاصدون التحامل و التبخيس و التيئيس و التدليس ؛ لكن مع كل أسف أخبركم بأن الأوضاع ليست كما ادعيت ، بل إن وضعيات السيدات و السادة الأساتذة الباحثين من ترقيات و تغيير إطار من أستاذ التعليم العالي مساعد إلى أستاذ مؤهل ، و من أستاذ مؤهل إلى أستاذ التعليم العالي ، و كل الوضعيات الادارية متوقفة منذ سنة 2017 إلى سنة 2020 ، فكيف لك السيد الرئيس أن تصرح بمنطق العارف المتمكن المتأكد من كلامه ، و أوضاع الإدارة المغربية ، و الحال أن أسرة التربية و التكوين من أساتذة و إداريين يعانون. الأمرين في ظل الحكومة التي ترأسها .
لم أكن لأرد عليك السيد الرئيس لكن الاوضاع المأساوية التي تعيشها أسرة التربية و التكوين تناقض الصور و الكليشيهات التي تبث على صفحات الوسائط الاجتماعية…
السيد الرئيس المحترم ،
إن ما تعيشه منظومة التربية و التكوين في زمن رئاستكم للحكومة يعد نقط سوداء في تاريخ التربية و التكوين منذ تأسيس أولى بنياته و لذلك أطالبكم باسم ما تعتقدون أنه مفتاح الصراحة من دين و عقل و توقع و إحساس بقول الحقيقة كاملة للشعب المغربي ، فمن غير المعقول أن تعاني أسرة التربية و التكوين مما تعانيه و الحكومة خصصت ما مجموعه 72 مليار درهما و 400 مليون ميزانية لكل قطاعاته .
و سنعود إلى طرح معاناة المربيات و المربين و المتعاقدين و المدراء و الحراس العامين و أصحاب الملفات و الطلاب و الأساتذة في التعليم العالي و غيرهم ممن يعد محورًا اساسا للنهوض بالتربية و التكوين .
إن ما صرحتم به أمام نواب الأمة يجانب بخصوص التربية و التكوين يجانب في كثير منه واقع منظومة التربية و التكوين ، تدبيرًا و تجهيزا و تسييرا و تعيينًا و حكامة و مردودية…
مؤلم جدًا ما بلغته منظومة التربية و التكوين في زمن المبادرات الملكية القوية الذكية وطنيا و إقليميًا و دوليا ، زمن عجزت فيه دول عظمى في تدبير شؤون و قضايا أفراد شعبها ، زمن يشكل بمنطق التاريخ المعاصر لحظةمراجعات جيوسيايسة قويةتعيد ترتيب أوراق الدول و خرائط علاقاتها ، زمن لم يعد يكترث بالتاريخ و لكن بقدرات الوطن بكامله و من خلاله المواطنات و المواطنين .
لك كل الوسائل لمعرفة حقيقة واقع الترقيات و غيرها في كل القطاعات فلماذا السيد الرئيس المحترم اخترت منطق النعامة و اختبأت وراء الهجوم غير الموفق على من يدعي ان ترقيته غير مسواة ، فقد صدمت حين سمعت تصريحكم المجاني للصواب و لأخلاق المسؤولية السيد الرئيس .
فالمؤكد أن الذي صرف هو أجور الموظفين و منه أجوركم جميعًا ، أما الخاصة بالترقيات و تغيير الوضعيات فإنها لم تسو منذ سنة 2017 الى اليوم بدعوى عدم التوفر على الميزانية الخاصة بذلك .
فلم يتهمكم أحد بأنك عطلت تسوية هاته الوضعيات و لكن الذي تم التصريح به في غالب الاحيان مو عدم تسوية وضعيات ، فهل يجب اللجوء الى قواعد التحليل اللغوي و أسس التواصل و التداوليات حتى يعبر المعنيون عن معاناتهم و أوضاعهم ، و هل تقصدون أن كل من يعبر عن أوضاعه مدلس و مجانب للصواب !!!؟؟؟
لا أعتقد ذلك فأنت رجل أخلاقك تسبقك و طيبوبتك سمة على مظاهرك ، فلماذا سقطت ضحية تصريح يناقض أوضاع منظومة تهم أكثر من 11 مليون فردا و تمثل أكثر من الثلثين من موظفي الإدارة العمومية و الثانية بخصوص الميزانيات المخصصة للقطاعات .
أرجو النظر و إعادة النظر .
أكادير في 15 يوليوز 2021
الأستاذ #محمد_الدرويش
رئيس المرصد الوطني لمنظومة التربية و التكوين