شماعة إستفتاء تقرير المصير (الاسطوانة المشروخة)
أحمد العربي سأل لماذا لا أطالب مثله باستفتاء تقرير المصير، و أخترت بدلا عنه الانتصار للحكم الذاتي ضدا على مطلب الصحراويين و حقهم كما يقول.
ج: بعد الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي قبل شروط قريش في صلح الحديبية و هو على حق. أقول تأسيا بما جاء به من عند الله سبحانه و تعالى أن الصلح خير. و أن الصلح يقيد الحق.
و أي دعوة لحل نزاع الصحراء لا تراعي مصالح الجميع هي دعوة لاستمرار النزاع. و هذا ما وقفت عليه الوساطات الدولية و حددته في حل سياسي توافقي مبني على الواقعية..
و و حتى لا نبقى ندور في نقاشات عقيمة حول الحق من عدمه، او إمكانية اجراء الاستفتاء من عدمها. اريد القول أني لا أريد ان يظل أهلنا يساقون خلف احلام غير واقعية يسوقها لهم البعض من بني جلدتنا لغاية في نفسه حقا يريد به باطلا (الاسترزاق و استمرار مصالحه).
و لسنا أول و لا آخر من قدم تنازلات للوصول الى تسوية.
اليك الفلسطينيين إنهم اليوم لا يطالبون بكل فلسطين كما كانوا في اليوم الاول.
إليك حركة ايتا الباسكية تخلت عن السلاح و انخرطت في السلام تحت راية المملكة الاسبانية.
اليك الحركات السودانية المسلحة مؤخرا التي تخلت عن السلاح و انخرطت في حلول سلام توافقية مع الحكومة.
اليك الحركات الازوادية.. الليبيين … و غيرهم كثير.
فالصلح يقيد الحق.
هذا ان كنت تبحث عن الواقعية و تريد مستقبلا افضل لاهلك. أما إذا كنت تعتقد أني لم أدعم الحكم الذاتي أو أي حل وسطي آخر قد يظهر في المستقبل من شأنه أن ينهي معانات أهلنا عن وعي و قناعة فأنت لا تعرفني،و يبقى حق لي لا يجوز لك ان تنكره عاي حتى يكون من حقك ان لا توافقني الرأي. و الا كنت مستبدا و يصير مطلبك باستفتاء تقرير المصير حجة عليك لا لك.
و لو كنت أرى ان الاستقلال حل ممكن لكنت إستمريت في النضال من أجله. لكني امرء واقعي و لا أكذب على نفسي. فما وقفت يقينا على أنه حل غير واقعي و غير ممكن عقب زيارتي للمغرب. اعلنت ذلك على الملأ و لم أخبئ رأسي تحت الرمال. بل بدأت النضال فيما بت أعتقده صوابا كما كنت أناضل من أجل الاستقلال.
و من يمنعني من الدفاع عن قناعاتي و مشاركتها مع اهلي ليس المغرب الذي تقولون أنه يرفض استفتاء تقرير المصير بل الذين يطالبون بتقرير المصير. افلا ترى معي أنه من المفارقات أنك تطالب بتقرير مصير مجموعة بشرية كبيرة و أنت في الوقت ذاته تمنع منه شخص واحد و تضطهده و تنفيه لأنه لا يرى رأيك و هو شريك معك في نفس المصير الذي تطالب بتقريره.
نعم أأمن و أدعم الحكم الذاتي اليوم كحل مقبول وواقعي و ممكن، لكنه قد لا يبقى هكذا الى الابد. و ادرس التاريخ. و لعل اقربه قضية العرب الاولى فلسطين، فما كان متاحا و واقعيا سنة 1967 لم يعد متاحا و لا واقعيا و لا ممكنا اليوم.
و أنا من الصحراويين كما اعترفت لي مشكورا و أمضيت نصف عمري في البوليساريو و اعرف تماما محدودية امكانياتها و قدرتها على انتزاع الصحراء من المغرب. و إن كنت مثل بعض الصحراويين ممن يتوهمون أنه قد يأتي عفريت من الجن يأتيكم بالصحراء و أنتم جلوس فوق التراب الجزائري، فإنه يبقى دائما فوق كل ذي علم عليم قد يردها الى حيث كانت قبل ان يرتد إليك طرفك.
#مصطفى_سلمى