خالد البكاري يكتب ..تنتظرنا سنوات عجاف ….
يصعب تحليل ما حدث بالأمس، وبعيدا عن نوع من الشماتة في العدالة والتنمية (له مبررات)، فإن تأمل مخرجات القاسم الانتخابي يظهر أن حتى وزارة الداخلية ربما متفاجئة من النتائج.
فالكل (واعترف اني واحد منهم)، كان يقول إن ذلك القاسم موجه ضد العدالة والتنمية، والنتائج اليوم تبين أن نتائج هذا الحزب كانت ستكون أكثر كارثية لو تم اعتماد القاسم الانتخابي السابق.
فهل تقديرات الدولة العميقة/ المخزن بجيش خبرائها ومحلليها وولاتها وعمالها وشيوخها ومقدميها و”بركاكاتها” كانت خاطئة ؟ .
صحيح أن المال الحرام كان المنتصر الأكبر، ويمكن أن تكون هناك خروقات قد تصل حد التزوير في بعض المكاتب، ولكن بموضوعية لا اعتقد انها تصل إلى إحداث تغيير كبير على ترتيب العدالة والتنمية انتخابيا. ولا تفسر وحدها هذا السقوط المدوي الذي في جانب كبير هو “بما كسبت ايديهم”/ عوامل ذاتية.
لقد سقطت اليوم مقولة: العدالة والتنمية لها حاضنة وامتداد مجتمعي.
ورغم أنه لا قياس مع وجود الفارق بين الحالتين المغربية والمصرية، فإن الانقلاب العسكري في مصر (المرفوض طبعا)، أبان أن حركة الإخوان ليست بتلك القوة المجتمعية التي كنا نعتقد، كما لم تستطع النهضة حشد ما يسمى الحاضنة الاجتماعية ضد قرارات قيس سعيد، التي رغم “غرائبيتها” و”شعبويتها”، فلا يمكن إنكار أن لها قبولا مجتمعيا،،وهو ما يلاحظ اليوم في المغرب بحيث يكاد يغيب التعاطف مع إسلاميي البيجيدي.
المؤسف أن هذا السقوط (المستحق) جاء عن طريق المال واباطرة الريع والفساد، وليس عن طريق قوة سياسية نزيهة ومتنورة يمكن أن تشكل بديلا.
والنتيجة: تنتظرنا سنوات عجاف اخرى، وربما اسوء، خصوصا مع عودة المتورطين في نهب المال العام والفساد الانتخابي للسيطرة على تسيير الجماعات المحلية وخصوصا في المدن الكبرى.
#خالد_البكاري