أهم الإنجازات الفلكية سنة 2972/2022 ⴰⵙⴻⴳⴳⴰⵙ ⴰⵎⴻⴳⴳⴰⵣ
يوجد في مركز مجرتنا، درب التبانة، ثقب أسود عملاق، جرم تبلغ كتلته حوالي 4 ملايين كتلة الشمس، إذ تدور مئات الملايير من النجوم حوله، من ضمنها شمسنا التي تستغرق، مع كواكبها، حوالي 225 مليون سنة لإكمال دورة واحدة.
ولا يمكن تصوير الثقوب السوداء بشكل مباشر لأنها مظلمة، وجاذبيتها قوية جدا لدرجة أن الضوء لا يستطيع الإفلات منها. ويمكن، بالمقابل، رصد ظل وحافة الثقب الأسود الناتج عن حلقة من الغازات المتوهجة المحيطة به التي يلتهمها الثقب الأسود.
وكلما كان التلسكوب أكبر كانت دقته أعلى، ولهذا تم التقاط أول صورة للثقب الأسود في مجرتنا على بعد 27 سنة ضوئية من خلال ربط شبكة ضمت عدة مراصد توجد في قارات مختلفة لتشكل تلسكوبا افتراضيا بحجم الأرض.
وشكل هذا الإنجاز الكبير دليلا مرئيا على وجود الثقب الأسود في وسط المجرة الذي تنبأ به العالم البيرت اينشتين قبل أزيد من قرن.
إن الحدث الثاني المهم هو وضع التلسكوب الفضائي “جيمس ويب” في المدار على مسافة 1.5 مليون كلم من الأرض، وأسندت إليه مهمتان، تتعلق الأولى بفهم كيفية تشكل وتطور المجرات والنجوم الأولى في الكون، وتم التقاط صور مذهلة لمجرات ونجوم تشكلت بعد فترة قصيرة من الانفجار العظيم، قبل13.7 مليار سنة.
فهم أصل هذه المجرات وتطورها يعني أيضا فهم أصلنا ومكاننا في الكون، حيث لا يمكن تصور وجود الحياة بدون المجرات والنجوم.
اما المهمة الثانية لـ”جيمس وايب” فتهم رصد الكواكب خارج نظامنا الشمسي وتحليل أغلفتها الجوية التي قد تكون صالحة للحياة. ولايزال هذا التلسكوب في مرحلة بداية لاكتشاف أسرار الكون، ولا شك أنه سيقدم لنا مفاجآت كبيرة في المستقبل.
الحدث الثالث يتعلق بتحطم مسبار “دارت” بكويكب “ديمو رفوس” بحجم 160 متر الذي يدور حول كويكب آخر أكبر حجما وهو “د يد يموس”، قطره 780 متر والذي يبعد عنا 11 مليون كلم.
وتعتبر أول تجربة دفاع كوكبي أجرتها وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، بهدف منع الأجسام الفلكية من الاصطدام بالأرض، وبالتالي حماية البشرية. وقد تم تغيير مسار الكويكب، مما يدل على أنه من الممكن تغيير مدار الكويكبات التي تهدد الأرض.
ويكمن الإنجاز الرابع والأخير في نجاح ناسا في إطلاق صاروخ نحو القمر، وذلك في إطار تنفيذ مشروعها الاستكشافي “أرتميس”، بعد أزيد من نصف قرن.
وقد عادت المركبة التي سميت بـ”أوريون” إلى الأرض بعد رحلة استغرقت 25 يوما، حيث لم تهبط على سطح القمر، بل قامت بسلسلة من الدوران حول القمر لدراسة سطحه، وتحديد مناطق نزول رواد الفضاء في المستقبل وإنشاء قاعدة ثابتة تمهيدا لإطلاق رحلات مأهولة الى القمر ثم إلى كوكب المريخ في السنوات القادمة.