أما آن لبعض الإخوة في الجزائر أن يعودوا لرشدهم؟
أما آن لبعض الإخوة في الجزائر أن يعودوا لرشدهم؟
أتذكر، أنه في نهاية سنة 2014، كنت في ندوة علمية بمدينة تيارت الجزائرية، وكنا في وجبة غذاء حضرها السيد رئيس الجامعة هناك والعديد من الأساتذة من الجزائر وسوريا ومصر؛ وكنا في نقاش حول التطور الذي شهده المغرب في العقدين الأخيرين، حيث عبر العديد من الإخوة الجزائرين والعرب بوجه عام عن انبهارهم من التقدم الذي عرفه المغرب في العديد من النواحي؛ غير أن أحد الأساتذة لم يستطع إخفاء غيضه وحقده، الذي قد يكون من مخلفات الدعاية الإعلامية العسكرية المعروف توجهاتها وفلسفتها، والتي تحاول من خلالها الاستمرار في نهج سياسة الهروب إلى الأمام منذ حصول الجزائر الشقيقة على استقلالها؛ هذا الأستاذ الذي يدعي بأنه باحث جامعي في الاقتصاد، وأمام ذهول الجميع، يغير اتجاه النقاش، ويبدأ في الحديث عن قضية الصحراء المغربية، محاولا الربط بين خيراتها وبين ما حققه المغرب من منجزات في مختلف المجالات، مستعملا عبارة الصحراء الغربية.
هنا، لم يبق مجال للمجاملة والمهادنة؛ حيث إنه بمجرد أن تلفظ بكلمة الصحراء الغربية، أقصد المغربية، وقفت شامخا أمام ذهول الجميع، وأمرته بسحب كلمة “الغربية” أو أنني سأنسحب من مائدة الغذاء؛ وحيث إنه تمسك بموقفه، صعدت إلى غرفتي بالفندق، قبل أن يلتحق بي العديد من الزملاء الأساتذة الأفاضل، الذين عبروا عن امتعاضهم من موقف زميلهم، وأخبروني بأنها ليست المرة الأولى، فقد سبق أن خلق لهم مشكل مع أستاذ من تونس الشقيقة، حينما نسب التقدم الذي عرفته تونس في مرحلة معينة إلى البغاء والسياحة الجنسية.
عموما، وأنا أشاهد تدوينات أحد أساتذة القانون العام من دولة الجزائر الشقيقة هذه الأيام، تذكرت هذا الموقف الجبان لهذا “الأستاذ”، ومن خلاله تبادرت إلى ذهني مجموعة من التساؤلات؛ من بينها:
ما علاقة الإخوة الجزائرين بقضية، يؤكدون في كل مناسبة رسمية، بأنه لا علاقة لهم بها؟
ما سبب هذا التحامل لبعض الأقلام الأكاديمية، التي نشترك معها التاريخ المشترك ووحدة اللغة والدين والجهاد من أجل إخراج المستعمر الفرنسي؟
هل هؤلاء أنهوا جميع المواضيع والبحوث الدولية، ولم يبق لهم إلا القضية الأولى للمغاربة؟
لماذا المغاربة غير منشغلين بهموم الإخوة الجزائرين، وبعض الدعوات التي تهدف من خلالها بعض الأطياف الجزائرية الانفصال عن التراب الجزائري، الذي نؤكد بأن تماسكه من تماسك المغرب الكبير؟
وفي الأخير، أقول أما آن لهذه الأصوات، التي لا تعبر عن موقف الشعب الجزائري الحر أن تعود لرشدها، وتغلب الحكمة على الجاهلية والعصبية، التي تسعى الجهات المتحكمة في خيرات أوطاننا أن تجعلها شعارا ومذهبا، لإلهاء المواطن عن المطالبة بحقوقه الشرعية والفطرية.
“قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين” صدق الله العظيم.